يغزو الراب اليوم فضاء المغرب، ليقدم للشباب مساحة ليتخلصوا من شياطينهم. او، بكلمات اخرى، ليخبروا عن اوجاعهم الحقيقية.
ليال عبدو- المغرب
عتبر التعريفات عن موسيقى الراب مشوشة. فمن الناحية التقنية، إنها موسيقى ترافق إيقاعا مع كلمات مرتجلة أو مكتوبة، أي أنها نوعا من الشعر المحكي مع إيقاع موسيقي. إنها أولا وآخرا جزء من موسيقى الهيب هوب، وهو أسلوب حياة تعتبر موسيقاه أهم مظاهره.
يعرف الأكاديميون موسيقى الراب بأنها "نوع من الموسيقى ذات ايقاع يرافق كلمات مرتجلة أو مكتوبة".
إنها أولا وآخرا جزء من موسيقى الهيب هوب، وهو أسلوب حياة تعتبر موسيقاه أهم مظاهره.
تعود جذور الراب الاساسية إلى أواخر الستينات من القرن الماضي وظهور "آخر الشعراء"، وهي مجموعة من المناضلين السود الشباب الذين يعبرون عن غضبهم وينقلون رسائلهم الثورية بالشعر والقوافي والموسيقىوا.
ويتحدث آخرون عن الفرق التي ظهرت في مدينة نيويورك في السبعينات حيث كان منسق الأغاني يتحدث فوق الموسيقى التي يلعبها، والتي تطورت لتصل إلى ما يسمى بالراب اليوم.
قبل عشرة أعوام، لم تكن موسيقى الراب معروفة في الشارع المغربي، رغم أن الشباب كانوا يحبذون بعض مغني الراب الأميركيين.
تدريجيا، بدأت الأمور تتغير، لتتغلغل موسيقى الراب بين صفوف الشباب المغربي.
كلمات صرفة، موسيقى تمزج الغربي والشرقي، وأشرطة تسجل بما توفر.
اليوم، تطورت الأمور كثيرا إلى حد أنه أصبح بالإمكان التحدث عن "ظاهرة الراب"، ولم تعد أي قناة أو إذاعة قادرة على مقاومتها.
فبدا وكأن الشباب المغربي عثر أخيرا على طريقة للتخلص من شياطينه أو بعض منها، على الأقل.
من خلال الراب المغربي، يتحدث الشباب عن البطالة، عن غياب العدالة، الفساد، الاحتيال، السياسة وغيرها من المواضيع التي كانت حتى الماضي القريب تدخل في لائحة الممنوعات والمحظورات.
بالنسبة إلى البعض، يحتل الوعي المرتبة الأولى، فيستخدم مغنو الراب غالبا أسلوبا بعيدا عن الاستعارات ليستبدلونها باللغة العامية و"لغة الشارع".
فيما تكون أغاني أخرى أكثر تعبيرا يلجأون فيها إلى الألفاظ السوقية والبذيئة، ليشيروا إلى ما يفتقر إليه المجتمع و"النظام".
مغني الراب "لبيغ" هو الأكثر شهرة لكلماته المباشرة والبذيئة، ما جعله يفوز بلقب "الخسر" أو "السوقي" باللغة المغربية.
"لا ماروكان توتش" أو (اللمسة المغربية) هي إدخال العامية إلى جانب الفرنسية والانكليزية وحتى لغة "الأمازيغ" أي المغربية القديمة.
ويعتبر "كابريس" من فرقة "كازا كرو" أن استخدام اللغة العامية يسمح بحرية تعبير أكبر.
"هناك أمور لا تقال إلا بلغة الشارع، نقولها ونغنيها كما نشعر بها."
بالنظر إلى تنوع الأساليب الشعبية ، نتوقع انتشار واسع للراب في العام الحالي والمستقبل القريب. كما أن الرقابة لم تطل بعد هذا المجال التعبيري.
ورغم المواضيع المعالجة في أغاني الراب في المغرب والتي تلامس أحيانا المحظورات، يبقى هذا الفن، حتى اليوم، حرا في الانتاج والاستهلاك.
كابريس: الراب أسلوب عيش ومجموعة قناعات
تحولت فرقة الراب "كازا كرو" التي تأسست عام 2003 في كازابلانكا من مجموعة من الشباب، إلى مرجع "للراب المغربي".
مع قاعدة معجبين تتسع يوما بعد يوم وتضم شبابا من البلدان المجاورة للمغرب، تؤكد "كازا كرو" ظاهرة الراب.
أمين جمغال، المعروف باسم "كابريس"، مؤلف كلمات الأغاني، يشرح سر نجاح هذا النوع من الموسيقى في المغرب.
ما سر نجاح الراب في المغرب خلال السنوات الأخيرة؟
إن اعتبار الراب موسيقى هو تجريده من معناه. الراب أسلوب عيش وبخاصة مجموعة قناعات.
إن انتشار الراب في دول مثل المغرب إشارة ممتازة. فمن جهة يكون هذا الانتشار دليلا على أن الشباب بدأ يتفاعل ويعي حقه في التعبير بالطريقة التي يراها مناسبة من دون أن يطلق أحد الأحكام عليه أو يحرمه من هذا الحق.
ومن الجهة الثانية، هذا الانتشار يبيّن أن فضاء الحرية بدأ يتسع بما أن الكثير من فرق الراب تتناول مواضيع لم يكن أحد يتناولها في السابق.
لماذا تلجأون إلى اللغة العامية التي تصل أحيانا إلى السوقية، في أغانيكم؟
لا يكون التعبير كاملا بغير "لغة الشارع"، كما أن جمهورنا ليس مضطرا لأن يكون "مثقفا وذكيا" لفهم أغانينا، يمكن للجميع سماعنا وفهمنا.
كماو أن بعض الأمور لا يمكن التعبير عنها بغير هذه اللغة. فالغضب، القرف، الثورة امور تظهر بقوة أكبر حين تكون اللغة حرة ولا تحدد بالقواعد والإملاء.
كيف تختارون مواضيع الأغاني؟
نستقي المواضيع مباشرة من مشاكل الشباب المغربي: البطالة، الظلم، الصداقة، الفساد، الحرية وغيرها.
هذا ما يظهر في أغاني "الكذب في الأنفو" (الكذب في الأخبار)، "حي شعبي"، "رنا كاعي" (أنا غاضب) أو "أسرة حاصلة" (أسرة في مشاكل).
هل خضعت كلمات الأغاني للرقابة؟
ليس حتى الآن. ونتمنى أن يستمر الأمرعلى هذا الحال.
•[::.مـنـتـدى الـرآب الـعربي.::]•
•[::.قسم راب السعودي .::]•
